منوعات

سلسلة نماذج من أخلاقيات الإسلام 2

الأخلاق الحسنة

(بيوتنا مرحة)
بقلم /د. محمود القلعاوي
عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين
يظن قاسم أن السيطرة والقمع والعبوس والتوجيهات الحادة واللوم والتقريع بكل قوة ، من وسائل السيطرة على بيته ، ظاناً أنها وسيلة ناجحة فى إدارة بيته ، متناسياً حال النبى صلى الله عليه وسلم فى بيته ، فقد كانت الدعابة والمرح والإنبساط الصادق هو النهج الذى يحرك الأمور ، تراه فى أحد أسفاره يداعب أمنا عائشة – رضى الله عنه – يسابقها لكنها سبقته ، ومرت الأيام وكبرت فى السن ، وكثر اللحم فى جسدها وتكررت الملاعبة ، ولكن كان الفوز من نصيبه – صلى الله عليه وسلم – وقتها ، فقال لها بروح الزوج المحب لزوجته ” هذه بتلك السبقة ” .

نتمنى أن ترجع بيوتنا سعيدة لا تخلو من دعابة ومرح ، ألم يكون النبى – صلى الله عليه وسلم – بساماً طوال وقته ، بل من أبش الناس وأطيبهم نفساً – صلى الله عليه وسلم – .

ليس عذراً أن الواحد يحمل ما يحمل ، ووقته مشغول ، وضغوط عمله صعبة عسيرة ، إليك خير البشر عليه الصلاة والسلام يحمل أكبر دعوة في تاريخ البشرية، ومع هذا .. كان إذا دخل بيته كان بساماً بشوشاً ، واحد من أهل البيت ، يكنس داره ، ويخصف نعله ، ويرفل ثوبه ، فقد كان في مهنة أهله صلى الله عليه وسلم .

بل كان له شأن مع صغار البيت .. فكان الحسن والحسين – رضى الله عنهما – يركبان على ظهره، وفى مرة كان يَصُفُّ عبدالله وعبيد الله وكثيرًا من بنى العباس – رضى الله عنهم – ثم يقول: ” من سبق إلى فله كذا وكذا ” ، قال : فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلزمهم . وهكذا كان صلى الله عليه وسلم فى بيته .

يقول الأستاذ أحمد أمين في كتابه الرائع فيض الخاطر :- ” ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط .. بل هم كذلك أقدر على العمل وأكثر احتمالاً للمسئولية وأصلح لمواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب والإتيان بعظائم الأمور ..وهناك نفوس تستطيع أن تصنع من كل شئ شقاء .. ونفوس تستطيع أن تصنع من كل شئ سعادة .. فهناك المرآة في بيتها كل شئ أسود في يومها لأن طبقاً كُسر ولأن نوعاً من الطعام زاد الملح فيه .. ولأن …. وهناك رجل يُنغص على نفسه حياته وكذلك على كل من حوله من كلمة يسمعها أو يؤولها تأويلاً سيئاً أو من عمل تافه حدث له “

فهيا نتعلم فن الحياة ونملأ بيوتنا مرحاً وسعادة وحب .

زر الذهاب إلى الأعلى