الشريعة الإسلامية
محرك الشعوب الحضارية
بقلم الكاتب /أ/عبدالعزيز بدر القطان
إن فكرة تطبيق الشريعة الإسلامية حتى داخل المجتمعات الإسلامية
تحدث للبعض هلعاً
ما هي أسباب ذلك؟
تروج وسائل الإعلام سواء التي لا تعرف أو المعادية، لأفكار معلبة وجاهزة تعمل على نقل تصور خاطئ عن تطبيق الشريعة الإسلامية، خاصة لجهل طبيعة الأحكام الإسلامية وأنها أحكام تتعلق باليُسر، وأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ما خُيّر بين أمرين
إلا اختار أيسرهما
ما لم يكن إثماً
وأن التيسير هو عدم الحرج، بالتالي، هي جزء من طبيعة التشريعات الإسلامية.
فالناس يتصورون أن تطبيق الشريعة الإسلامية يعني، على سبيل المثال، إغلاق البنوك وقطع الأيدي، والجلد وما شابه ذلك، بالتالي هذا التصور غير حقيقي على الإطلاق، فالشريعة الإسلامية هي مجتمع وزواج وعلاقات اجتماعية نبيلة واقتصاد ورياضة وفنون، فهي شاملة لكل مناحي الحياة الإنسانية لكنها مصنوعة على عين الشريعة أي ضمن ضوابط وقواعد محكمة، تعطي الحكم الشرعي لكل مسائل الحياة والتي اسمها مقاصد الشريعة الإسلامية، طبقاً لما وضعه الله تبارك وتعالى، وما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فإذاً، إن التجربة الإسلامية التي عاشها المسلمون في تاريخهم والتي أثرت بطبيعة الحال في الحضارات الإنسانية المتعاقبة في أوروبا وغيرها، لم تكن هي تجربة قطع الأيدي أو الجلد، بل كانت تجربة العقل الذي استطاع أن يكتشف الدورة الدموية على سبيل المثال، والعقل الذي استطاع أن يوجد حضارة ونظام للأوقاف يكفل حق تعليم البنات وزواجهم وحتى كفالة رعاية الحيوانات.
بالتالي، إن الإنسان الذي تحرك في ظل حضارة كان يؤمن حقوقه ويجد واجباته فهذا هو إسلامنا وهذه هي شريعتنا.
محامي كويتي