Site icon أمتي

سلسلة القيم الإسلامية

(لسان صدق)
كانت دعوة خليل الله إبراهيم عليه السلام “واجعل لي لسان صدق في الآخرين” بمثابة تأصيل لتخليد سيرته عبر التاريخ، فلسان الصدق هو الذكر الحسن، واستجاب الله دعوته وخلد اسمه مع اسم نبينا في التشهد الذي نردده في كل صلاة.
إبراهيم عليه السلام كان أمة بأفعاله وأقواله، بتوكله على ربه، وقوة إقناعه..
لسان الصدق لا يتأتى إلا من حياة ملؤها الجد والاجتهاد، حياة تكون أنت سيدها، أنت من تصنعها وتصوغ أحداثها.. فالقدوة الحقيقية ما صنع على منهاج النبوة، من يتصدى للباطل فيدحضه، وينتصر للحق فيظهره، حري بأمثال هؤلاء أن تخلد سيرهم في صحائف من نور، ولكننا نجد في زماننا للأسف الشديد من يهدم بنيان القدوات عن علم وقصد، أو عن جهل واتباع..
إن لسان الصدق هو أن تخلد أثرك، وتنقي صحيفتك، وتحدث أثرا في تاريخ أمتك..
الأنبياء جعل الله لهم لسان صدق، فيجب اتباع أثرهم والاقتداء بهم..
يقول الشعراوي في تفسير:
{وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً} [مريم: 50] أي: كلمة صدق وحق ثابت مطابق للواقع، ولسان الصِّدْق يعني مَدْحاً في موضعه، وثناءً بحق لا مجاملةَ فيه، والثناء يكون باللسان، وها نحن نذكر هذا الرْكب من الأنبياء إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب بالثناء الحسَن والسيرة الطيبة، ونأخذهم قدوة، وهذا كله من لسان الصدق، ويبدو أنها دعوةُ إبراهيم حين قال: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بالصالحين واجعل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخرين} [الشعراء: 8384]”

اصنع تاريخك ومجدك بنفسك، عبر قيمة الصدق التي لا تمحى فقول الصدق اليوم، وحال الصدق، وفعل الصدق، يورثك غدا لسان الصدق الذي يبارك حسناتك، ويضاعف أجرك..

✍🏻أفراح مسعود

Exit mobile version