مقالات

سلسلة القيم الإسلامية

من أصدق حديثًا؟
ترى الناس حولك تتخبط، يسألون من لا يعرفون، ويبغون العلم عند من يجهلون..
تخيل لو أن جهازك (الهاتف) تعطل وذهبت لتسأل عن سبب تعطله عند مهندس السيارات، ماذا سيقول عنك الناس؟
ماذا سيجيبك المهندس وهو لا يعلم واقع هذا الجهاز وكيف صُنع؟
إما سيجيبك بإجابة لا تطابق الواقع، وسيكون كاذبًا، وهذا ما لا يرضاه أحد لنفسه..
وإما يتعجب من سلوكك، أو يسخر، أو يتهكم..
للأسف الشديد هذا حالنا في كثير من أمور حياتنا، نبحث عن حلول لمشاكلنا عند غير خالقنا، فيمنحوننا الكذب على هيئة حلول لقضايانا..
يروّجون لبضاعتهم بمسميات شتى، ونحن نبتاعها بأثمان باهظة..
في حين أن الأجوبة الصحيحة معلومة المصدر، عميقة الأثر، صالحة لكل زمان ومكان، لأنها باختصار تطابق الواقع فهي من الله الخالق البارئ..
“فمن أصدق من الله حديثا”
لفظ التفضيل (أصدق) هل يدل على تفاوت مرتبة الصدق..
كلا
فليس هناك صادق وأصدق إلا من طريقين:
إما أن يكون بكثرة الصدق.
وإما أن يكون بعموم الصدق وشموله.
وكلاهما في حق الله، ومن هنا كان التفضيل..
إن الكاذب حين يكذب، فإنما يفعل ذلك لدفع مضرة أو استجلاب منفعة، وهذا في حق الله محال، فلا يضره شيء في السموات ولا في الأرض..
لذلك كانت الحقيقة المطلقة في حقه أنه أصدق حديثًا.. يطابق كلامه الواقع على أشمل وجه وأتمه..
فتمسك بكلام الله الذي يطابق اعتقادك وفعلك وسلوكك، وكن على اليقين أن عنده إجابة كل أسئلتك
أفراح مسعود

مقالات ذات صلة

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى