بقلم ✍️ د. سعد الكبيسي
نطالع دوريا في وسائل الإعلام نشر نجاحات العرب والعربيات والمسلمين والمسلمات في البلدان المتقدمة على صعيد العلوم والاختراعات او على صعيد المناصب والإدارات او على اي صعيد آخر.
وربما كان الدافع الأول لهذا النشر الواسع هو استعادة الأمة لثقتها بنفسها وانها قادرة على النجاح وفي اي مكان من هذا العالم وان ذلك مبعث فخر لكل العرب والمسلمين.
ومن هذه النجاحات نستنتج ببساطة أن القضية متعلقة بتوافر الشروط والإمكانات لتحقق هذا النجاح فحيثما توافرات شروط النجاح تحقق النجاح .
ومن هذا كله ندرك ان اكبر تحد للأمة بدولها ومؤسساتها ووحداتها المجتمعية ليس في تحقيق النجاح ذاته بل في قدرتها على تحقيق الشروط والظروف والبيئة التي تحقق هذا النجاح.
إن فكرة تحقيق النجاح الفردي المميز رغم كل الصعوبات ستبقى فكرة خاصة من الخطأ تعميمها كما من الخطأ تحميل كل من فشلوا نتيجة ووزر فشلهم على طول الخط فقد تقاوم بذرة ما عدم صلاحية التربة لتنمو وتزهر لكنها حالة استثنائية والغالب ان هذه البذور لن تنمو في تربة غير صالحة.
وهنا يبرز عندنا اصناف ثلاثة تجاه هذه المسألة:
الاول: يرى ان النجاح والتميز ممكن للجميع وفي مختلف الظروف فهو يلوم غير الناجحين.
الثاني: صنف يتحجج بالظروف والإمكانات فنجده قد ترك اي محاولة او مبادرة واصبح عاطلا.
الثالث: صنف يعي الإمكانات والظروف فهو يعمل ضمن المتاح والممكن دون كلل ولا ملل.
وهذا الصنف الثالث هو من نريد انتشاره وتوسيع دائرته لان الصنف الاول ذو طرح مثالي والصنف الثاني ذو طرح استسلامي.
ويؤيد الصنف الثالث قوله سبحانه:
“لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”
“إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت”
وقوله عليه الصلاة والسلام: “المؤمن القوي خير واحب إلى الله من المؤمن الضعيف احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز…”.
فيا ايها الدعاة والمربون والمتحمسون:
إن كثيرا من ابناء الأمة ليسوا عطالين ولا بطالين وكثيرا من مؤسساتهم ومجتمعاتهم ليست فاشلة لكنهم يحتاجون لظروف افضل لتحقيق نجاحاتهم فلا تظلموهم وتجلدوهم بحكم عام غير صحيح وايضا لا تتركوهم لإحباطهم واستسلامهم الذي وقعوا فيه وساندوهم واعينوهم وتفهموا ظروفهم والواجب هو تعميق الوعي وتحفيز الهمم للعمل بالممكن والمتاح.