مقالات

كيف تنهضوا بأمّتكم ياشباب؟

الشباب المسلم الصالح

هذه دعوة الى شباب الأمّة الذين هم عمادها في المهمات الصعبة , الذين لا بد لهم أن يفهموا وبكل وعي وإيمان مطلق أن عليهم المسؤولية الكاملة في تحمل أعباء نهضتها وإن لم يحملوها باقتدار تكون الكارثة على الأجيال اللاحقة !
فإذا كان الجيل السابق قد غُلِبَ على أمره ولم يستطع القيام بأعباء النهضة قهراً !! إلا أنه واجب علينا أن ننير الدرب للشباب القادم حتى لا يقعوا فيما وقعنا فيه من إغلاق تام للعيون والعقول .. وبالتالي عليهم أن يكونوا منارات يهتدي بهم لمن يليهم من الأجيال كما تهتدي السفن عابرات للبحار بالمنارات المضيئة !! آملين أن يجدو عيوناً لمّاحة وقلوباً مخلصة وآذان صاغية وألبابا مستنيرة وصدوراً رحبة تسمع منهم

وإن الناس الميتة قلوبهم لا يجدي معها النصح من ذوي الشهامة وأصحاب الرسالة منهم, إنما للأسف همهم أن يحصل الشباب على المكانة التي تمكنهم في مستقبلهم من نفوذ الرأي على قومهم , ونحن ننبّه فكر الناشئة العزيزة أن من يرى منهم في نفسه استعداداً للمجد الحقيقي فليحرص على الوصايا الآتية:

  • أن يجتهد في ترقية معارفه مطلقاً بالعلوم النافعة الاجتماعية ” كالحقوق والاقتصاد وتاريخ الأمة الجغرافي والسياسي والادارة بمافيها العسكرية ” فيكسب من أصول وفروع هذه الفنون والمهارات ما يمكنه من إحراز ذلك بالتلقي والممارسة العملية حسب ما أمكن.
  • أن يُتقن أحد العلوم التي تُكسبه موقعاً محترماً وعلمياً مخصوصاً كعلوم الدين , والحقوق الإنسانية والاقتصادية, أو الإنشاء , أو الطب , وغيرها مما ينفع المجتمع .
  • أن يحافظ على آداب وعادات الإسلام القيمة بغية المحافظة على الدين
    و التمسك بهما يُضفي عليه حالة احترام خاصة ممن يكبروه سنّاً ويسمع منهم وبين أقرانه الشباب.
  • أن يقلل اختلاطه مع الناس غير الصالحين حتى مع رفاقه في المدرسة أو الجامعة , حفظاً للوقار وتحفّظاً من الارتباط القوي مع أحد لكي لا يسقط تبعاً لسقوط صاحب له .
  • أن يتجنب كليّاً مصاحبة السيئ بأخلاقه عند الناس لا سيما إن كان ذلك المقت بحق .. وحتى لو كان الممقوت من أقرب أقربائه .
  • أن يتخيّر له بعض ممن ينتمي إليهم من الطبقة العليا , بشرط : أن لا يُكثر التردد عليهم , ولا يشاركهم في شؤونهم الخاصة , ولا يُظهر لهم الحاجة إليهم إنما يتعلم منهم , ويكن شخصا عزيزا معهم.
  • إن من يحرص على التقليل من بيان آرائه لكي لا يؤخذ عليه خبر يروونه عنه خطئا ! ويحتفظ بذلك لنفسه ما أمكن ويحرص على.فن الاستماع فإنه يتعلم أكثر
    وينفع مستقبلا الشباب أفضل.
  • يحرص على أن يُعرف بحُسن الأخلاق لا سيما ” الصدق والأمانة والثبات على المبادىء ” إضافة الى جادة طرق التعامل مع المجتمع بكل ود واحترام .
  • يُظهر العطف والشفقة على الضعفاء ليس تمثيلاً بل حقيقة صادقة !! والغيرة الشديدة على الدين والعلاقة بالوطن والمواطن في بلده.
  • أن يتباعد ما أمكنه من مقاربة المُسْتَبِد المسؤول إن وُجِد وكذا أعوانه المغرورين ,, إلا بمقدار ما يامن به من فظائع شرّهم إذا كان معرّضا لذلك .

فمن يبلغ سن الثلاثين فما فوق حائزاً على الصفات المذكورة , يكون قد أعدَّ نفسه على أكمل وجه لقيادة الشباب لإحراز ثقة قومه والناس جميعا
وبهذه الثقة يفعل ما لا تقوى عليه الجيوش في تغيير الواقع مع أقرانه الشباب المخلصين لدينهم وأمتهم.

, وما ينقصه من هذه الصفات يُنقِص من مكانته , ولكن قد لا يستغني عنه وبمزيد من كمال بعضها
يصل إلى المراد إن شاء الله تعالى.

كما أن الصفات الأخلاقية الراقية قد تطغى في بعض الظروف عن الصفات العلمية وليس العكس .

وإذا كان المتصدّر للإرشاد السياسي فاقد الثقة فقداناً كليا أو ما شابه يمكنه أن يستعمل غيره ممن تنقصه الجسارة والهمّة والصفات العلمية ليحدث التكامل …!

والخلاصة : أن الراغب في نهضة قومه , عليه أن يُهيء نفسه ويزن استعداده , ثم يعزم ولا يتردد متوكلاً على الله في خلق النجاح

لا يوجد كلمة ” يأس ” في قاموس حياتنا !!! بل أملٌ وعمل
عدنان الروحاني

مقالات ذات صلة

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى